رجل تعدل شهادته شهادة رجلين .. من هو ؟
الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت بن فاكه الأنصاري – رضي الله عنه -...لأنه (في الحديث الصحيح :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي ، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقبضه ثمن فرسه ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي ، فطفق رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعترضون الأعرابي ، ويساومونه الفرس ، حتى زاد بعضهم في السوم على الثمن الذي ابتاع به النبي صلى الله عليه وسلم الفرس ، ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه ، فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلا بعته ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع الأعرابي فقال : أو ليس قد ابتعته منك ؟ فقال الأعرابي : لا والله ما بعتكه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بلى قد ابتعته منك . فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالأعرابي ، وهما يتراجعان ، فطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا يشهد أني قد بايعتك ، فمن جاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي : ويلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا ، حتى جاء خزيمة بن ثابت رضي الله عنه ، فاستمع لمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي ، فقال : أنا أشهد أنك قد بايعته ، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال : بم تشهد ؟ فقال : بتصديقك يا رسول الله ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين ))
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا خزيمة إنا لم نشهدك، كيف تشهد؟ قال أنا أصدقك على خبر السماء ألا أصدقك على ذا الأعرابي؟
وأخرج البخاري في (صحيحه) عن زيد بن ثابت الأنصاري، (رضى الله عنه) - وكان ممن يكتب الوحي- قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وعنده عمر بن الخطاب فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أحشى إن استحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني أرى أن تجمع القرآن، فقال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شئ لم يفعله رسول الله () ؟ فقال عمر: هو والله خير،فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله ()، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شئ لم يفعله رسول الله ()؟ قال أبو بكر هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبو بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت من سورة (التوبة) آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ) (التوبة : 128) حتى ختم براءة إلى آخرها .
تنبه عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، بفضل الله تعالى لما وقع القتل في القراء باليمامة، فعرض على الصديق جمع القرآن في مصحف واحد، فدعى أبو بكر زيد بن ثابت فتشاوروا ثلاثتهم حتى استقر الأمر في جمع القرآن في مصحف واحد، عندئذ جلس عمر وزيد على باب المسجد يسألون الناس عن المكتوب عندهم من القرآن، فيكتبونه ولا يكتبون شيئاً حتى يأتي صاحبه بشاهدين يشهدان أن الذي كتب بين يدي رسول الله () أي أن عليه إقرار رب العزة سبحانه، فكان المكتوب في المصاحف إلى اليوم هو المنقول من ذلك الذي عليه إقرار رب العزة الذي أنزله، فالقرآن المكتوب المصاحف موافق على الذي عرضه جبريل على النبي ()، وهما موافقان للذي نزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وهذا أيضاً مطابق لما هو مكتوب في اللوح المحفوظ، فالحمد لله رب العالمين على كمال الحفظ وتمام الإحكام وشمول البيان .
قال زبد بن ثابت الأنصاري: لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله () يقرأها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله () شهادته بشهادة رجلين : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) فألحقناها في سورتها في المصحف